“إنا لَمُدركون”
“إنّا لمُدركون“؛ صدحَ بها أصحاب موسى في هلعٍ وعجزٍ تستشعره بين الأحرف.. البحر بهدير موجه وتلاطم شطّه أمامهم، وطُغيان فرعون وحاشيته البُغاة خلفهم.. فبربّك قل لي أينَ المفرّ؟!
وفي الأفُق هناك، تتردّد صدى صيحة يقين موسى عليه سلام الله في صورة بديعة، مُستعلية على كلّ ضعفٍ بشريّ، تُسكِب على كلّ من يقرأ القصة ويُعايشها بقلبه أمانًا وسكينة..
“كلّا إنّ معي ربّي سيهدين“، يقينٌ كُلّل بزمجرة كليم الله عليه السلام وهو يرّدد أحرف “كلّا!“.. ليُؤكّد كُفره بما آمنوا به.. ويقينه بوعد الإله.. هكذا.. متحديًا كل قوانين الطبيعة وحسابات البشر ورؤياهم القاصرة!
سيهدين!
سيهدينِي لسبيل النجاة فهو ربّي ولا ربّ لي سواه.. سيهديني لأرشد أمري.. وما فيه الخير لي ولصحبي وأمّتي.. سيهديني وينصر الحقّ لأنّه حقّ وهو ربّي نعم المولى ونعمَ النصير!
فما أحوَج كلّ واحد منا لصيحة نبيّنا موسى ويقينه: كلّا إنّ معي ربي.. وسيهدين!
وفي الختام؛ ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ﴾.. والسلامُ على قلبك.
